
في إطار الوفاء الدائم لتضحيات شهداء مناجم الفسفاط و تخليدا لمواقفهم البطولية و إثراءا للذاكرة العمالية و النقابية و المنجمية لا ننسى دائما أحداث شهداء 4 و 5 مارس 1937 بالمتلوي و المظيلة و اللذين سقطوا في ساحة النضال بمواقع عملهم و هم ينفذون إضرابا عن العمل، إنتفضوا من خلاله دفاعا عن الكرامة و العزة و الحرية مطالبين ببعض الحقوق و المكاسب من المستعمر الفرنسي فحدثت أنذاك مجزرة رهيبة دارت أصداؤها بين عمال المناجم العُزَّل و اللذين تمسكوا بتحقيق مطالبهم المشروعة و بين قوات المستعمر المستبدة من العسكر و الجندرمة مدججة بالسلاح و العتاد فخلفت العديد من الشهداء سالت دماؤهم الطاهرة الزكية فوق تربة أرض المناجم المعطاء و إمتزجت دماء الكادحين التونسيين بدماء زملائهم و أشقائهم من الجالية المغاربية الجزائرية و المغربية و الليبية مسجلين أروع ملحمة نضالية عمالية مغاربية كانت من أهم و أبرز الأحداث التي عرفتها الحركة العمالية و النقابية بتونس من حيث حجم الخسائر في الأرواح البشرية و المصابين و كذلك من حيث المكاسب التي تحققت للعمال في تلك الحقبة خاصة في المجال الإجتماعي .